العثور على الشجاعة والإلهام في منتدى المطوّرين

خبراء Google في تطوير الويب يتحدثون عن كيفية مساعدة برامج الإرشاد في أن يصبحوا قادة

Monika Janota
Monika Janota

كيف يمكننا تمكين النساء في مجال التكنولوجيا وتزويدهن بالمهارات التي تساعدهن في أن يصبحن قادة حقيقيين؟ ومن الطرق التي يمكنك اتّباعها التعلم من نجاحات الآخرين وإخفاقاتهم. تناقش خبيرات التطوير المهني في مجال الويب، ديبي أوبراين وجوليا ميوسين وغلافيرا زهور، قيمة الإرشاد الفردي والتأثير الذي أحدثه في تطورهن المهني والشخصي.

أظهرت دراسة أجريت عام 2019 أنّ نسبة النساء اللاتي يقدّمن عروضًا رئيسية في فعاليات التكنولوجيا تبلغ ‎25% فقط، في حين أنّ ‎70% من النساء المتحدّثات ذكرن أنّهن المرأة الوحيدة في لجنة المؤتمر. وإحدى الطرق لتغيير ذلك هي من خلال تنظيم برامج وورش عمل بهدف تمكين النساء وتزويدهن بالتدريب على المهارات الشخصية ذات الصلة، بما في ذلك التحدّث أمام الجمهور وإنشاء المحتوى والقيادة. ومن بين هذه البرامج أكاديمية المطوّرات (WDA) والطريق إلى الحصول على شهادة اعتماد GDE، وكلاهما تديره منتديات المطوّرين في Google.

يضمّ برنامج WDA أكثر من 1, 000 خريج حول العالم، وهو برنامج تديره Women Techmakers للمتخصّصين في مجال تكنولوجيا المعلومات. لمنح النساء العاملات في مجال التكنولوجيا مهارات التحدث والعرض التقديمي، بالإضافة إلى الثقة والشجاعة، يتم تنظيم جلسات تدريبية وورش عمل واجتماعات إرشادية. من ناحية أخرى، فإنّ "الطريق إلى برنامج Google Developers Experts" هو برنامج إرشادي لمدة ثلاثة أشهر تم إنشاؤه لدعم الأشخاص من المجموعات التي تم تمثيلها بشكل غير كافٍ في مجال التكنولوجيا على طريقهم ليصبحوا خبراء. ما يميز كلا البرنامجَين هو أنّهما يستندان إلى علاقة فريدة بين المرشد والمُرشد إليه، وهما يعتمدان على مشاركة المعرفة مباشرةً وعلى نهج فردي.

مكبّر صوت أمام شاشة ملونة زاهية
Julia Miocene

حصل بعض أعضاء منتدى Web GDE على فرصة المشاركة في برامج الإرشاد للنساء بصفتهم مرشدين ومرشدات. إنّ "جوليا ميوسين" و"غلافيرا زهور"، وهما مطوّرتان للواجهة الأمامية، شاركتا مؤخرًا في برنامج GDE. حصلت كلتاهما على لقب "خبراء مطوّرو تطبيقات Google" في تشرين الأول (أكتوبر) 2021 وفي كانون الثاني (يناير) 2022 على التوالي، بعد تخرّغهما من النسخة الأولى من كلّ من "أكاديمية المطوّرين النساء" و"الطريق إلى برنامج الخبراء"، في حين كانت "ديبي أوبراين" عضوة في المنتدى ومرشدة نشطة في كلا البرنامجَين لعدة سنوات. وقد شاركت كلّ منهنّ تجاربها مع هذه البرامج من أجل تشجيع النساء الأخريات في مجال التكنولوجيا على الثقة بأنفسهنّ واتخاذ مخاطرة ويصبحن قادة حقيقيات.

مسارات مختلفة لتحقيق هدف واحد

على الرغم من أنّ كلّاً من الثلاثة مهتمّون بتطوير الواجهة الأمامية، اتّبع كلّ منهم مسارًا مختلفًا جدًا. "غلافيرا زهور" هي الآن قائدة فريق وتمتلك 12 عامًا من الخبرة المهنية، وكانت تنوي في الأصل أن تصبح موسيقية، ولكنّها قرّرت أن تتبع شغفها الآخر بدلاً من ذلك. وهي من محبّي التكنولوجيا بفضل والدها، وتمكّنت من إعادة تثبيت نظام التشغيل Windows في سن الحادية عشرة. بعد أكثر من عشر سنوات في مجال تصميم المنتجات، أصبحت "جوليا ميوسين" متحمّسة جدًا لاستخدام CSS. أصبحت من مطوّري الويب في Google لأنّها أرادت العمل مع Chrome وأدوات مطوّري البرامج. "ديبي" هي من المدافعين عن المطوّرين الذين يعملون في مجال الواجهة الأمامية، وهي متحمّسة بشدة لتجربة المستخدم والأداء. بالنسبة إلى شيرين، فإنّ الإرشاد هو طريقة للمساهمة في المجتمع ومساعدة الآخرين في تحقيق أحلامهم والوصول إلى مستوى البرمجة الذي يريدونه. في مرحلة ما أثناء تعلُّم JavaScript، شعرت باليأس وقرّرت التوقّف عن تعلُّمها، ولكن أقنعها مرشدها بأنّها يمكنها تحقيق النجاح. والآن هي تردّ الجميل.

شخصان يلتقطان صورة ذاتية أمام غرفة تم إعدادها لورش عمل
ديبي أوبراين

تشير كل من "ديبي" و"غلافيرا" و"جوليا" إلى أنّ أهم ما في أن تصبح من الخبراء هو فرصة مقابلة أشخاص لديهم اهتمامات مشابهة في مجال التكنولوجيا، والتواصل معهم، وتقديم ملاحظات مبكّرة لفريق الويب. من ناحية أخرى، تتيح الإرشادات للمستخدمين إنشاء المحتوى، وتعزّز ثقتهم بأنفسهم، وتمنحهم القدرة على مشاركة مهاراتهم ومعارفهم، بغض النظر عمّا إذا كانوا مرشدين أو مرشدين.

مشاركة المعرفة

يُعدّ تعلُّم كيفية مشاركة المعرفة مع المطوّرين الآخرين ومساعدتهم بأكثر الطرق فعالية جزءًا كبيرًا من دورك كخبير منتجات في برامج Google. يصبح العديد من المشاركين في WDA و"الطريق إلى برنامج Google Developers Experts" مرشدين بأنفسهم. وفقًا لجوليا، من المهم تذكُّر أنّ المرشد ليس معلّمًا، بل هو أكثر من ذلك بكثير. وتشير إلى أنّ الهدف من الإرشاد هو إنشاء شيء معًا، سواء كانت فكرة أو علاقة دائمة أو معلومة أو خطة للمستقبل.

ذكرت "غلافيرا" أنّها تعلّمت النظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة جديدة، أي كمركز لمشاركة المعرفة، مهما كانت النصيحة صغيرة. وتشير إلى أنّ حتى أقصر تغريدة قد تساعد شخصًا يواجه مشكلة فنية قد لا يتمكّن من حلّها بدون توفّر هذا المحتوى على الإنترنت. كل معلومة قيّمة. وتضيف غلافيرا: "أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الآن أداة أستخدمها لإلهام الناس ودعوتهم للانضمام إلى الأنشطة التي أنظمها. لا يقتصر الأمر على مشاركة المعلومات الأساسية، بل أشارك أيضًا طاقتي".

من خلال العمل مع مرشدين نجحوا في جذب جمهور لقنواتهم، يمكن للمشاركين التعرّف على مزيد من المعلومات حول الجوانب الفنية لإنشاء المحتوى، مثل كيفية اختيار مواضيع قد تهمّ القرّاء أو إعداد الإضاءة في الاستوديو أو إعداد كلمة مؤثرة في المؤتمر.

التعلّم أثناء التدريس

من الجانب الآخر من العلاقة بين المرشد والمُرشد إليه، تقول "ديبي أوبراين" إنّ أفضل ما في الإرشاد هو رؤية المرشدين إليهم يتطورون ويحققون النجاح: "نرى فيهم ما لا يمكنهم رؤيته في أنفسهم، ونؤمن بهم، ونساعدهم في تحقيق أهدافهم. والمضحك هو أنّ النصائح التي نقدّمها لهم تكون مفيدة لنا أيضًا في بعض الأحيان، لذلك ننتهي كمرشدين إلى تعلُّم الكثير من التجربة أيضًا".

متحدث يقدّم عرضًا عن بُعد باستخدام سماعة رأس
Glafira Zhur

أكدت كلّ من غلافيرا وجولي أنّهما على استعداد للإشراف على نساء أخريات في طريقهن إلى تحقيق النجاح. عندما سُئلت عن أهم ما تعلمته من برنامج الإرشاد، ذكرت الثقة بالنفس، وهي صفة تريدها كل مطوّرة.

النمو كجزء من المنتدى

ذكرت كلّ من غلافيرا وجولييا أنّهما خلال البرامج التقتا بالعديد من الأشخاص الملهمين من منتديات المطوّرين المحلية. وقد تعلمت كلتا المرأتين من خلال هذه التجربة أنّه من المهم أن يطلب المرء المساعدة من الآخرين ويشارك رؤاه وشكوكه ويحصل على ملاحظاتهم.

يمكن أن يصبح المرشدون قدوة للمشاركين في البرامج. أشارت جوليا إلى مدى أهمية رؤية شخص آخر ينجح واتخاذ خطواته نفسها، وتحديد المكان الذي تريد الوصول إليه باحترافية وكيفية تحقيق ذلك. وهذا يعني التعلم ليس فقط من إخفاقات الآخرين، ولكن أيضًا من انتصاراتهم وإنجازاتهم.

يُعدّ التواصل مع منتدى المطوّرين فرصة رائعة أيضًا لتوسيع نطاق قاعدتك الجماهيرية من خلال زيارة برامج البودكاست وقنوات YouTube الخاصة بالمساهمين الآخرين. تذكّر غلافيرا أنّها تلقّت خلال الأكاديمية دعوات متعددة وحظيت بفرصة مشاركة خبرتها على قنوات مختلفة.

بشكل عام، من المهم العثور على أسلوبك الخاص أكثر من زيادة عدد المشاهدين. وكما تقول "ديبي": "نحتاج إلى المزيد من النساء اللواتي يتحدثن في المؤتمرات ويشاركن المعرفة على الإنترنت ويشاركن في المنتدى. لذلك، أشجّعكم جميعًا على التحلّي بالشجاعة والسعي لتحقيق أحلامكم. أنا أثق بك، لذا حان الوقت الآن للبدء بالثقة في نفسك".