ونواصل تحسين تطبيقات الويب من حيث النطاق والطموح والوظائف، وهذا أمر جيد. ومع ذلك، فإنّ التقدّم المستمر نحو توفير محتوى أكثر تنوعًا على الإنترنت يدفع إلى ظهور مؤشر آخر: تواصل زيادة مقدار البيانات التي يتم تنزيلها بواسطة كل تطبيق بوتيرة ثابتة. لتحقيق أداء رائع، علينا تحسين إرسال كل بايتة.
كيف يبدو تطبيق الويب الحديث؟ يمكن أن تساعدنا أداة أرشيف HTTP في الإجابة عن هذا السؤال. يتتبّع المشروع كيفية إنشاء الويب من خلال الزحف بصفة دورية إلى المواقع الإلكترونية الأكثر رواجًا (أكثر من 300,000 موقع إلكتروني من قائمة Alexa Top 1M) وتسجيل الإحصاءات وتجميعها حول عدد الموارد وأنواع المحتوى والبيانات الوصفية الأخرى لكل وجهة فردية.
ترصد البيانات أعلاه مؤشر النمو في عدد البايتات التي تم تنزيلها للوجهات الرائجة على الويب بين كانون الثاني (يناير) 2013 وكانون الثاني (يناير) 2014. بالطبع، لا ينمو كل موقع إلكتروني بالوتيرة نفسها أو يتطلّب كمية البيانات نفسها، لذلك نركّز على الشرائح المختلفة ضمن التوزيع: الشريحة الخمسون (المتوسّط) والشريحة الخامسة والسبعون والشريحة التسعون.
في بداية عام 2014، كان متوسط عدد الطلبات على الموقع الإلكتروني هو 75 طلبًا، ما يضيف ما يصل إلى 1054 كيلوبايت من إجمالي عدد البايتات المنقولة، وقد نما إجمالي عدد البايتات (والطلبات) بوتيرة ثابتة على مدار العام السابق. لا ينبغي أن يكون هذا الأمر مفاجئًا بحد ذاته، ولكنّه يحمل دلالات مهمة على الأداء: نعم، سرعات الإنترنت تزداد، ولكنّها تزداد بمعدّلات مختلفة في بلدان مختلفة، ولا يزال العديد من المستخدمين خاضعين لحدود بيانات وخطط قياسية باهظة الثمن، خاصةً على الأجهزة الجوّالة.
على عكس نظيراتها المخصّصة لأجهزة الكمبيوتر المكتبي، لا تتطلّب تطبيقات الويب عملية تثبيت منفصلة: ما عليك سوى إدخال عنوان URL وسيتم تشغيلها، وهذه إحدى الميزات الرئيسية للويب. ومع ذلك، لتنفيذ ذلك، علينا غالبًا جلب عشرات، وفي بعض الأحيان مئات، من الموارد المختلفة، والتي يمكن أن تضيف إلى بعضها ما يصل إلى ميغابايت من البيانات، ويجب جمعها في مئات المللي ثانية لتسهيل تجربة الويب الفورية التي نهدف إليها.
إنّ تحقيق تجربة ويب فورية في ظلّ هذه المتطلبات ليس بالأمر السهل، ولهذا السبب، من المهم تحسين كفاءة المحتوى: من خلال إزالة عمليات التنزيل غير الضرورية، وتحسين ترميز النقل لكل مورد من خلال تقنيات الضغط المختلفة، والاستفادة من التخزين المؤقت كلما أمكن ذلك لمنع عمليات التنزيل المتكررة.